وأنظرُ في عينيكِ ، ألمح زهرة ً
فيأخذني صمتٌ جميلُ التلاحين ِ
وتأخذني غيبوبة ٌذاتَ خلسةٍ
تـُردِّدُ لو نبقى مدى الدهر ِخِلـَّيْن ِ
بثينُ وما جدوى الحياة ِبدونكِ
وأنتِ التي أودعْـتـُها جَمْرَ عشريني
وأنتِ التي قادتْ خطايَ إلى الرُّبى
وأنتِ التي كانتْ إلى الشمس ِتدعوني
وأنتِ التي كانت تـُظـَلـِّلُ قامتي
بياقوتةٍ من خلجةِ الماء ِوالطين ِ
بثينُ وأينَ الأمسُ ، أينَ رواؤهُ
وأينَ جبينًِ كانَ بالطهر ِ يسقيني
وأين تراتيلُ الأصيل ِ، تهزُّنا
عناقيدُهُ الزرقاءُ بالحلم ِ واللين ِ
ألا تذكرينَ القلبَ كيف رنا إليك ِ
يشكو بأنَّ الوجدَ قد راح يُضْنيني
فما كانَ إلا أنْ ترودي شعابَهُ
لأغدو رخيَّ البال ِفي حُسْن ِ تكوين ِ
أيا لـَهـَفي كم كانَ صوتـُكِ مثقلا ً
بشدو الصِّبا، كم كان غضَّ التلاوين ِ
أناخَ على قلبي أفاويفَ زهرةٍ
شممْتُ بها الدنيا غلالة َزيتون ِ
نسيتُ وطيرُ الحبِّ يطرقُ بابـَنا
خصاصة َعمر ٍ بين جور ِالدهاقين ِ
نسيتُ بأنَّ الأرضَ يُوجعُها القذى
وأنَّ وراءَ الأفق ِ جوعُ الملايين ِ
وأنَّ كريما ً قد يموتُ ظلامة ً
لأنـُّه يشكو الدهرَ كـُثـْرَ الثعابين ِ
نسيتُ ورأدُ الحُبِّ يُوغلُ في دمي
بأنَّ مصيرَ الزهر ِ في كفِّ فرعون ِ
بثينُ وكيفَ الكونُ يصبحُ لو خلا
من الحُبِّ والأغلالُ في كلِّ مسكون ِ
وكيفَ يكونُ المرءُ والقهرُ ظلـُّهُ
إذا أعيتِ الأشواقُ منهُ بتطمين ِ
عجبتُ لمن يشقى ولا صاحِبٌ لهُ
يُمسِّدُ عن عينيهِ طعناتِ غسلين ِ
وكم نازل ٍ في الأرض ِ سيَّانَ عندهُ
تباريحُ قبر ٍأو ترانيمُ نسرين ِ
بثينُ وما فارقتُ دارك ِ سلوة ً
ولكنْ أزاحتني صروفُ السلاطين ِ
::. د. جاسم ألياس